تعديل

الأحد، 8 مارس 2015

أول إضراب في التاريخ

أول إضراب في التاريخ كان في عهد الفراعنة في دير المدينة 1152 قبل الميلاد ضد رمسيس الثالث أشهر حاكم في الأسرة العشرين.



أول إضراب سجل في التاريخ، كان ذلك منذ أكثر من 3000 سنة في مصر. وقام بالإضراب عمال المقابر في قرية “دير المدينة” بالقرب من “وادي الملكات” في عام 1151 قبل الميلاد.
كانت مصر آنذاك مجتمعا منقسما بوضوح إلى طبقات: في القمة كان الفرعون أو الملك، وكان يتحكم عمليا وبشكل شامل في كل الحياة الاقتصادية في الدولة، وكان يستخدم في ذلك مجموعة من الموظفين الحكوميين والكتبة والفرسان والكهنة. وشكل هؤلاء فيما بينهم طبقة من الأعيان وتمتعوا بمزايا كبيرة. فالكتبة كانوا مسئولين عن تحديد نسب الضرائب وعلى من يجب دفعها حصل الفرسان كذلك على مزايا كبيرة في صورة أراضي وعبيد وجواري وكانوا يمتلكون عربات للنزهة يسيرون بها في الشوارع في مشاهد استعراضية، أما الكهنة وعائلاتهم فكانوا يعيشون على امتلاك خراج الأرض وعلى القرابين التي تقدم بوفرة للآلهة. أما الأغلبية الساحقة من السكان فكانوا يعملون في زراعة الأرض، يخمشون الأرض بأدواتهم الخشبية وكان عليهم دائما أن يدفعوا جزءا من إنتاجهم للدولة أو الملك في صورة ضرائب  .
حدث الإضراب في العام التاسع والعشرين من فترة حكم رمسيس الثالث التي امتدت لأكثر من 30 عاما، وكان طول فترة رمسيس يعني أن الجزء الأكبر من مقبرته قد تم الانتهاء منه، لذا شعر رمسيس بقلة حاجته إلى هؤلاء العمال. من جهة أخرى تعرض نظام حكم رمسيس إلى مجموعة من الضغوط والأزمات فنقص إنتاج القمح بحدة مما أدى إلى تفاقم المشاكل الإدارية كما أن بعض الأقاليم التي كان قد أخضعها في حروب سابقة قد بدأ يفقد سيطرته عليها كما نقصت إلى حد كبير غنائم ومكاسب الحروب.
وكان عمال المقابر هم أول من تعرض لهجوم رمسيس في محاولته لتخطي أزماته، فقد كان من المفترض أن يتسلموا جرايتهم في اليوم الثامن والعشرين من كل شهر، غير أن الجراية تأخرت كثيرا مما أدى إلى تعريض العمال إلى الجوع والعطش والأمراض وتصاعد التوتر في أوساط العمال وبدوا وكأنهم على حافة الفعل.
“نحن جوعى، مضت 18 يوما بدون طعام” كانت هذه صيحة عمال المقابر بعدما ترضهم رمسيس .


في البداية، نظم العمال مسيرة صامتة إلى منطقة المعابد وأوصلوا شكواهم إلى الفرعون، غير أن عمل اليوم الواحد لم يكن كافيا، ففي اليومين التاليين سار العمال إلى المعابد و”أضربوا” للمرة الأولى عن العمل. وأعلنوا “جئنا إلى هنا بسبب الجوع والعطش” “لا طعام ولا ملابس ولا أدوية” “أخبروا الفرعون ربنا الأعلى عن حالنا واطلبوا منه أن يحمي أقواتنا”، وأعلن العمال أنهم لن يغادروا المكان حتى تحل مشاكلهم وليس مهما من أين سوف تأتي الجراية، واستمر الإضراب 11 يوما حتى تحقق النصر، ولكنه كان نصرا جزئيا، صحيح أن العمال ولمدة شهرين بعد ذلك كانوا يتسلمون جرايتهم في الموعد المقرر، غير أن الكميات أصبحت أقل مما كانت عليه، لذلك دخل العمال في الإضراب لمرة ثانية ولمدة 11 يوم أخرى حتى حققوا ما أرادوا. فأصبحوا يتسلمون جرايتهم في الموعد المقرر وبنفس الكميات التي اعتادوها، وعادوا إلى العمل.








0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More